من خلال الأفلام تم تصوير لنا أن الذكاء الاصطناعي دائمًا على أنه خصم البشر، لكن هل هذا هو مستقبل الذكاء الاصطناعي الذي نتجه إليه حقًا؟ هل سيصبح كل برنامج من برامج الذكاء الاصطناعي واعيًا وواعيًا لذاته وسيصبح شريرًا ويسبب دمارًا هائلاً؟ هل البرامج والروبوتات ومختلف التقنية ستكون خطر علينا أو لها جانب سلبي فقط؟
بكل تأكيد، لا! تجلب لنا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إمكانيات وتطبيقات لا حصر لها من شأنها أن تساعد في تبسيط حياتنا إلى حد كبير. وهذا سيساعد في تشكيل مستقبل البشرية ومصيرها بشكل إيجابي. إذن، كيف سيؤثر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على البشر؟ هذا ما سنحاول التحدث عنه في هذه المقالة ونتعرف عليه أكثر
مستقبل الذكاء الاصطناعي في حياتنا وكيف ساهم في تحسينها؟
الحياة الشخصية
الذكاء الاصطناعي ساعد البشر في حياتهم اليومية في مختلف المجالات وفي الحياة الشخصية بشكل كبير، في البداية كانت المساعدة في توفر بعض التقنيات مثل التلفاز والقنوات الفضائية، الحاسوب وبعدها الحاسوب المحمول الذي يمكنه تأدية العديد من المهام المتكررة للبشر.
ثم ظهر الهاتف المحمول، توسعت الاتصالات وأصبحت سهلة أكثر، توفرت التطبيقات التي تساعد الشخص في تنظيم مهامه اليومية وتذكره بالعديد من الأعمال حتى الصلاة وقراءة الأدعية، تمنحه سهولة تنظيم الملفات ومشاركتها بالطرق المختلف، سواء المشاركة كانت مع أجهزته الأخرى أو مع الآخرين.
ومستقبل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المختلفة المرتبطة به في تطور في هذا المجال، فنجد في الحياة الشخصية للأفراد روبوتات منزلية تعمل بالذكاء الاصطناعي يمكنها القيام بمهام مختلفة مثل التنظيف والقص والكنس.
ومع ذلك، في شكلها الحالي، هذه الروبوتات ليست ذكية كفاية. قدراتهم محدودة أيضا.
سيرى مستقبل الذكاء الاصطناعي أن الروبوتات المنزلية تتمتع بذكاء مُحسّن، وقدرات متزايدة، وتصبح أكثر شخصية وربما جذابة. على سبيل المثال: ستتغلب الروبوتات المنزلية على مشكلات التنقل والاتجاه واكتشاف الكائنات، مما يمكنها من تنفيذ المهام بكفاءة أكبر.
الذكاء الاصطناعي في التعليم
بعد جائحة كورونا ظهرت أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمد يد المساعدة لهذا المجال والنهوض به، تغير قطاع التعليم من قطاع غير متصل بالأنترنت إلى قطاع لا يمكنه العمل بدونه.
ظهرت الحاجة لبرامج التواصل والاجتماعات والأقسام الافتراضية، مستقبل الذكاء الاصطناعي في هذا المجال ينبأ بضرورة الروبوتات التي تساعد المعلم وربما حتى يتم تعويض المعلم بمعلم ذكي أو يكون مساعد له.
سيشهد مستقبل الذكاء الاصطناعي في التعليم معلمي الروبوت الذين سيساعدون المعلمين ويساعدون في تحسين جودة التعليم المنقول. على سبيل المثال، إذا تخطى المعلم عن طريق الخطأ مفهومًا مهمًا، فسينبه مدرس الذكاء الاصطناعي المعلم بسرعة. سيتحكم مدرسو الروبوتات بالذكاء الاصطناعي أيضًا في المهام المتكررة مثل فحص واجبات الطلاب المنزلية أو حضور الفصل. هذا يمكن أن يساعد في توفير الوقت والموارد.
تقنيات الذكاء الاصطناعي تساعد في عملية توضيح المصطلحات في مجال العلوم والرياضيات، المصطلحات التي كانت دون روح وكانت تدرس بطريقة سطحية مع التطور اليوم أصبح يمكن تمثيلها.
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الأعمال
مجال الأعمال من أول المجالات التي أثر عليها الذكاء الاصطناعي، بدخول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لهذا المجال تغيرت العديد من العمليات واختفت الكثير من الوظائف وقلت المصاريف، الكثير من العمليات المتكررة مثل تخزين البيانات والملفات وتنظيمها، الترابط داخل أنظمة الشركة تغير، الاعتماد على الحاسوب والنظام الرقمي في تسيير الشركة ومواردها المادية والبشرية.
التسويق من بين الفروع التي أثرت عليها التكنولوجيا، مستقبل الذكاء الاصطناعي سيغير الكثير في هذا المجال مثلما غير في الفترة الأخيرة والذي جعل هذا المجال يرتبط ارتباط وثيق بالأنترنت والعمل من خلاله ومن خلال التكنولوجيا المختلفة.
التسويق الرقمي يعتمد اليوم على مجال الذكاء الاصطناعي بصفة كبيرة في هذا المقال يمكنك التعرف أكثر على هذه الجزئية، تخصص الذكاء الاصطناعي في التسويق الإلكتروني: كيف يتم تحويل الإعلانات الرقمية وترويج العلامة التجارية؟
النقل والمواصلات
مثل المجالات التي تأثرت بالذكاء الاصطناعي، هذا المجال كذلك تأثر انطلاقا من السيارات والطائرات إلى مختلف الوسائل الأخرى المتاحة اليوم في العالم.
من أهم الاختراعات التي وصل لها هذا المجال المركبات ذاتية القيادة، سيزيد مستقبل الذكاء الاصطناعي ويعزز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المركبات ذاتية القيادة. على سبيل المثال، بينما نرى حاليًا القيادة الذاتية مقتصرة في الغالب على السيارات، يمكننا أن نرى التكنولوجيا المستخدمة في الشاحنات والحافلات والدراجات النارية وغيرها. وبالمثل، يمكننا أيضًا امتلاك سيارات بدون سائق حقيقية مع تعزيز السلامة وتجربة المستخدم. مستقبل الذكاء الاصطناعي في النقل مثير وجذاب حقًا!
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المجال الصحي
يعد المجال الصحي أحد أهم القطاعات التي يُحدث فيها الذكاء الاصطناعي تأثيرًا هائلاً، حيث يبسط العمليات ويساعد في إنقاذ ملايين الأرواح منذ ظهوره ساهم في ظهور العديد من الأدوات الطبية والوسائل المساعدة للأطباء سواء في التشخيص والتحليل أو في ايجاد الأدوية أو في اجراء التحاليل المخبرية، من المقرر أن يزداد تأثيرها في المستقبل. وفقًا لآخر الدراسات، فإن مستقبل الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية سوف:
- يساهم في تحسين جودة الرعاية وتحسين الإنتاجية.
- تحسين مستويات مشاركة المرضى وتبسيط وصولهم إلى رعاية المرضى.
- زيادة السرعة وتقليل تكاليف تطوير إجراءات وعلاجات جديدة.
- ايجاد علاجات أخرى لأمراض مستعصية.
- إضفاء الطابع الشخصي على مرافق الرعاية الصحية والعلاجات باستخدام أدوات تحليل البيانات لتوفير تشخيص وعلاج أفضل.
نأمل أيضًا أن نجد التوازن بين الوصول إلى البيانات الطبية والخصوصية لضمان سرية بيانات المريض، والتي تشكل حاليًا عقبة كبيرة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.
استكشاف الفضاء
تستخدم شركات استكشاف الفضاء الرئيسية، مثل ناسا، الذكاء الاصطناعي في المركبات الجوالة والمجسمات لاستكشاف المجرات البعيدة. يمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي هذه اكتشاف الأشياء والعوائق، والعثور على مسارات آمنة، والمساعدة في اكتشاف مواقع جديدة لم تكن ممكنة بطريقة أخرى.
في المستقبل، سيساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في استكشاف الفضاء من تخطيط المهمة إلى التنفيذ والعمليات إلى مرحلة الإنجاز.
علاوة على ذلك، سوف يكتشفون أيضًا ويساعدون في منع الأحداث الكارثية، مثل اصطدام النيزك أو فشل مكون المركبة الفضائية، ـ سيساعد هذا في تعزيز كفاءة بعثات استكشاف الفضاء ومخرجاتها وسلامتها. يمكننا أن نستنتج بأمان أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في استكشاف الفضاء مشرق مثل النجوم والمجرات التي تساعدنا في العثور عليها!
التحديات الأخلاقية التي تأتي مع تطوير الذكاء الاصطناعي
غياب الأخلاق
الكثير من المنظمات أو الأشخاص يعتمدون على الذكاء الاصطناعي في كل شيء، انتشرت الرزيلة بين أفراد المجتمع وفسدت الأخلاق، كل شيء أصبح قابل للنشر، التشهير بأفعال الأخرين دون حق، غياب القيم التي لا يمكن برمجة الآلة عليها، الآلات تقوم بما هي مبرمجة عليه ولا تفرق بين صحيح وخطأ. القيم تكون حسب الجهة المبرمجة ويمكن للآلة أو البرنامج القيام بتدخلات مضرة للأفراد.
القرصنة
مع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي انتشرت ظاهرة القرصنة والتي تمثل ظاهر السرقة على أرض الواقع ولكنها بصفة أخطر.
مع مستقبل الذكاء الاصطناعي والتطور الحاصل ستكون الظاهرة أكثر تفشيا، خاصة اليوم مع كثرة التجارة الالكترونية والتسوق الرقمي وكثرة المحافظ الالكترونية كثرت عمليات السرقة سواء للأشخاص أو للشركات.
قلة الخصوصية
مع كثرة العمليات على الانترنت كثرت البيانات والمعلومات الخاصة بالأشخاص، اصبحت المعلومات والبيانات الشخصية تلك السلعة المجانية التي يمكن الحصول عليها بسهولة، في بعض الأحيان يتم استخدامها في الاعلانات وفي أحيان أخرى يتم استخدامها في ابتزاز الناس، وهذا يتوقف على المجمع للبيانات.
حتى وان تم استخدامها في مجال الأعمال لكن بعض البرامج والمواقع المتطورة جدا بالذكاء الاصطناعي تدخل حتى للملفات المحجوبة عن المواقع والمحمية وذلك بدون إذن صاحبها.
الانحياز
مستقبل الذكاء الاصطناعي اليوم في أيدي مجموعات ومنظمات معدودة، وبهذا يمكنها تسخيره لخدمتها هي، هنا ربما نقع في الانحياز في اتخاذ القرارات والتوجيه لها وتوجيه الأفراد بما تريده هي، توجه الجميع لخدمة أهدافها ودعمها في قراراتها.
السيطرة
تملك هذه الجهات للذكاء الاصطناعي يعطيها الأفضلية وبالتالي السيطرة على المنظمات الأخرى، خاصة المنظمات والحكومات التي تكون صاحبة القرار في منطقة معينة، وبهذا الذكاء الاصطناعي يكون حكرا على فئة معينة ويكون سببا في عملية التحكم.
غياب القانون والمساءلة
رغم كل التطور في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلا أن الجانب القانوني لها والتشريعات القانونية الخاصة بها ما زالت مقصرة وتتوفر في بعض الجوانب فقط، من خلال الذكاء الاصطناعي سهلت عملية سرقة الأفكار وانتهاك حقوق الملكية التي تتم ببعض التغييرات في النموذج الأصلي، سهلت عملية انتهاك الحقوق دون أي مسائلات قانونية وأي تشريعات تنظم ذلك، حتى وان توفرت لا يتم تطبيقها في مختلف أقطار العالم ولا توجد تشريعات كافية لمختلف الحالات.
ما هي التغييرات التي يجب أن نقوم بها للاستعداد لمستقبل الذكاء الاصطناعي؟
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دخلت مختلف المجالات المتواجدة في هذه الحياة، من المجال العلمي إلى المجال الانساني وحتى الحروب تدخل فيها، للتمكن من التعامل مع مستقبل الذكاء الاصطناعي وما سيكون في الفترة القادمة علينا:
تعلم أساسيات الذكاء الاصطناعي
من أول الأشياء التي يتعين علينا القيام بها عند للاستعداد للمستقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي هو تعلم أساسياته. يتضمن ماهية الذكاء الاصطناعي وكيف يعمل وبعض تطبيقاته المحتملة. من خلال التعلم حوله يمكننا فهم كيف ستؤثر هذه التكنولوجيا على حياتنا والعالم من حولنا. إن فهم أساسيات الذكاء الاصطناعي سيمنحنا أيضًا أساسًا أفضل لبناء معرفة أكثر تحديدًا في المستقبل.
تطوير مهارات التفكير النقدي
عندما تصبح الروبوتات قادرة على تنفيذ المهام التي يقوم بها البشر بشكل تقليدي، يجب أن نكون نحن قادرين على التفكير بشكل نقدي في الآثار المترتبة على هذه التكنولوجيا. على سبيل المثال، عندما تصبح الروبوتات أفضل في أداء المهام اليدوية، ما هي الوظائف التي ستبقى للبشر؟ سيؤدي تطوير مهارات التفكير النقدي الآن إلى إعدادنا للتعامل مع هذه الأسئلة المعقدة في المستقبل.
تنمية الإبداع
على الرغم من أن الروبوتات أصبحت قادرة بشكل متزايد على القيام بأشياء يمكن للبشر القيام بها، لا يزال هناك العديد من الأشياء التي لا يمكنهم القيام بها. يمكن للذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال: إنشاء مادة نصية بناءً على بيانات الإدخال. من ناحية أخرى، ستذهلك النتائج بعدد الأخطاء المنطقية والنحوية، وخلو النص من الروح نص كتبه روبوت يكون جاف تماما، الابداع البشري في مثل هذه الأعمال يحتاج منا إلى تطوير وتنمية واستغلال، العديد من الأفكار التي تحتاج ابداع في اخراجها وتطويرها والتفكير فيها من البداية لا يمكن لروبوت حلها.
تجربة أدوات الذكاء الاصطناعي
من أفضل الطرق التي يمكننا من خلالها التعرف على الذكاء الاصطناعي هي تجربة أدوات الذكاء الاصطناعي بأنفسنا مهما قرأنا عنه لن يكون مثل العمل به، تجربة صنع أدوات وتعلم الخوارزميات كذلك، العمل بالحاسوب والعمل ببرامج البيانات، استغلال الذكاء الاصطناعي في الأعمال مثل التسويق الرقمي وإدارة الحملات الاعلانية، تنظيم فرق العمل عن بعد، تطوير خوارزمية برنامج جمع بيانات، تحليل المواقع وتحليل سلوك العملاء الرقمي وغيرها الكثير.
الخاتمة
مستقبل الذكاء الاصطناعي وتكنولوجياته المختلفة أمر لا مفر منه في حياتنا العملية أو حياتنا الشخصية، نستعمله ونحتاجه بشكل يومي سواء بطريقة معقدة أو بطريقة بسيطة، علينا تعلم التعامل معه في حياتنا وأعمال والسير مع الركب وإلا يتجاوزنا، كل فرد عليه أن يفكر جيدا هل هو مستعد لذلك!